وطن مستهدف من كل شيء
يمنات
محمد اللوزي
نحن في سجن واحد لايقل بؤسا عن الاربعة جدران، نخشى على انفسنا من انفسنا ونمضي الى أبعد منا في الرقابة على الحرف، والصرامة معه وسجن حلمنا فينا.
نحن المقهورون بامتياز في هذه الجغرافيا الحزينة والوطن الشاحب كما نحن.
نذهب الى الظن، ونداري الوجع، ونلاحق خيط دخان، ونعلن النصر على المرتبك فينا، ونخرج من قوقعة الجوع الى آهة لاتكف عن المجيء.
نحن المسجونون أيضا بغثاء الكلام، ومواعيد النصر علينا وفينا، ثم الاتجاه الى الإدانة مرتزق او منافق، وبينهما احتدام المعركة في اعماقنا، والسؤال: كيف الرجاء من الخطوب تخلصا وعاديات الزمن وزمهرير السلطات التي لاتعلن شيئا يبهج غير أنباء الدم والدمار والقبض على الحرف في أول نبضه وتشكله؟.
نحن المسجونون في معاناتنا، في قوتنا، في منازلنا التي لانطل منها إلا لسماع نباح كلب من نافذة ثم اغلاق الستار على شمس الله حتى لاتسطع، والبقاء في انتظار جودو. نحن المسجونون بقطع الرواتب واقصائنا من أعمالنا وعلامات الاستفهام التي تلاحقنا بخبث ومكر وزئير علينا إن نبسناببنت شفة عن وضع لايليق بنا البقاء فيه. نحن الذين اعتليناصهوة الحرف نسقط خوفا وترتعش أناملنا حين نريد التحديق في معنى ونوشك قوله.
ليس منا هذا الوطن المحتكر تمامامنهم تجار الدم والدموع والدمار والمريب من المال المدنس، ونهب الموارد، مواردنا، ومالنا من حقوق لا نطال منها سوى الخوف من اعلانها. السجن انه قاب قوسين لاعاصم منه، حين نأوي الى مخادعنا نشعر برجفة في الضلوع، وسؤال هل سيكون يوم غد اجمل. ولا جديد سواهم يأكلونالثريد ويتلحفون المجد ويقعون على خيبتنا فيضحكون.
آه من وطن كل مافيه شقاء وبكاء وتضرج بالدم وبحلقة عيون سجانيه على الحرف قبل أن يجيء. تعبنا من هرواتهم من ضيق حلمنا عليهم، من نكهة صباح مخباء في شارع مهمل وحياة لاترقى الى مرتبة كلب في بلاد الفرنجة. ليس أسواء من وطن سجانوه وعبيد السلطان أكثر من مبدعيه والتواقين لشمس الحرية تسطع على جبين الحياة.
تعبنا منا علينا، ومن خوفنا يرتادنا كل لحظة، من تعب اللغة التي يريدونها تصحرا ومعاداة للآخر وقهرية لكل ماهو جميل.
مسجونون في عقر دارنا بلاأمل، تأكلنا الأيام عبثا كأنا لانستحق الحياة، وحدهم فقط من يحق لهم الترف من مواجعنا ومن قوت أيامنا.
وطن مضرج بالدموع لايمكنه أن يكون صالحا لعيش ساعة مابالنا ونحن على هذا المنوال سنوات. ويزيدك السجان وعيدا إحذر الحرف قبل أن يبكيك وجعنالاتجازف به فتندم.
وطن مستهدف من كل شيء، منهم، ومن حرصهم ووطنيتهم، ونشيدهم، واحقيتهم في فهرسة البشر واعلان القبض علينا.
القبض الذي يسرهم كثيرا وتجد من يواسيهم في سطوتهم على حرفنا، ومن كلمة عابرة تجد من يبررقمعهم بوطنية قاتل يعشق الخراب والدمار ورؤية الكلمة معقورة ليبقى صليل حرفه شيطانا رجيما.
سألقي عليكم سلام يا أيها المقهورون حد التخمة فيهم.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.